سيب بلاتر وميشيل بلاتيني يُبرّأان مرة أخرى في المحاكمة الثانية بتهم المخالفات المالية في الفيفا

فاز سيب بلاتر وميشيل بلاتيني مرة أخرى في المحكمة يوم الثلاثاء ليتفوقا الآن بنتيجة 2-0 في الأحكام الصادرة ضد المدعين الفيدراليين السويسريين.

فقد تمت تبرئة بلاتر الرئيس السابق للفيفا ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق بلاتيني الذي كان أقوى رجال كرة القدم للمرة الثانية في قضية دخلت عامها العاشر من تهم الاحتيال والتزوير وسوء الإدارة واختلاس أكثر من مليوني دولار من أموال الفيفا في عام 2011.

لم يُبدِ بلاتر، البالغ من العمر الآن 89 عاماً، رد فعل يُذكر وهو يستمع إلى الحكم الذي أصدره ثلاثة قضاة كانتون (ولاية) يعملون كمحكمة استئناف جنائية فيدرالية. كان بلاتر جالساً في الصف أمام بلاتيني، وكان بلاتر ينقر بأصابعه على مكتبه بالتناوب أو يضع يده اليسرى على فمه.

ولم يبتسم بلاتر إلا عندما انتهى بيان الحكم الذي استغرق 55 دقيقة قبل أن يمد يده لمصافحة محاميه. ثم تبادل بلاتر عناقاً طويلاً مع ابنته كورين.

وقال بلاتر الذي تحدث عن سيف داموقليس الذي أُزيح من فوق رأسه: "لقد رأيتم ابنتي كانت تنهمر دموعها لأنها آمنت بوالدها (والدها) وأنا آمنت بنفسي". "انتظار مثل هذا الوقت الطويل يؤثر على الشخص وعائلتي تأثرت كثيراً".

جلس بلاتيني مكتوف اليدين أو يفرك يديه بينما كان يستمع إلى مترجم يجلس بجانبه وهو ينقل حكم المحكمة باللغة الألمانية إلى لغته الأم الفرنسية.

وقال بلاتيني وهو يغادر المحكمة: "هذا الاضطهاد الذي مارسه الفيفا وبعض المدعين الفيدراليين السويسريين لمدة 10 سنوات قد انتهى الآن، انتهى الآن تمامًا"، وأصر بلاتيني على استعادة شرفه. "لذا أنا سعيد للغاية".

كان مكتب المدعي العام في سويسرا قد طعن على حكم البراءة الأول في يوليو 2022 وطلب الحكم عليه بالسجن لمدة 20 شهرًا مع وقف التنفيذ لمدة عامين. وزعمت لائحة الاتهام أن الدفع "أضر بأصول الفيفا وأثرى بلاتيني بشكل غير قانوني".

وقال محاميه دومينيك نيلين في بيان: "يجب أن يُترك ميشيل بلاتيني أخيرًا في سلام في المسائل الجنائية". "بعد حكمين بالبراءة، حتى مكتب المدعي العام في سويسرا يجب أن يدرك أن هذه الإجراءات الجنائية قد فشلت بشكل نهائي".

ويمكن تقديم استئناف آخر إلى المحكمة العليا السويسرية من قبل مكتب المدعي العام، الذي قال في بيان له إنه "سيقرر كيفية المضي قدمًا في الإجراءات".

قضية استمرت عقداً من الزمن

أنكر بلاتر وبلاتيني باستمرار ارتكاب أي مخالفات في قضية استمرت عقداً من الزمن ولم تسفر في نهاية المطاف عن أي شيء في المحكمة، لكنها غيّرت تماماً من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وقد تأرجحت القضية القانونية على مزاعمهما باتفاق شفهي لتسوية الأموال محل النزاع في يوم من الأيام.

وقد وافق بلاتر على دفع الفيفا مبلغ مليوني فرنك سويسري (2.21 مليون دولار أمريكي حالياً) إلى بلاتيني نجم كرة القدم الفرنسية في فبراير 2011 مقابل راتب تكميلي وغير متعاقد عليه أثناء عمله كمستشار رئاسي في الفترة من 1998-2002.

وجاء الفوز الأخير لبلاتر وبلاتيني البالغ من العمر 69 عاماً بعد 9 سنوات ونصف بالضبط منذ الكشف عن التحقيق الفيدرالي السويسري الذي بدأ الأحداث التي أنهت مسيرة الرجلين المهنية.

في ذلك اليوم من شهر سبتمبر 2015 في زيورخ، جاءت الشرطة لاستجوابهما في الفيفا بعد اجتماع اللجنة التنفيذية عندما كان بلاتيني مرشحاً قوياً لخلافة معلمه السابق في الانتخابات القادمة.

مع إيقاف بلاتيني وحظره من قبل الفيفا بعد فترة وجيزة، رشّح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) أمينه العام المخضرم جياني إنفانتينو كمرشحه في الانتخابات. وقد فاز إنفانتينو بشكل مفاجئ في فبراير 2016 ومن المقرر أن يقود الفيفا حتى عام 2031 على الأقل.

أزمات الفساد

على الرغم من أن محاكمات المحكمة الفيدرالية قد برأت اسميهما مرتين، إلا أن سمعة بلاتر ستظل مرتبطة على الأرجح دائماً بقيادة الفيفا خلال أزمات الفساد التي أطاحت بعدد كبير من كبار مسؤولي كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

لم يحصل بلاتيني، أحد أعظم لاعبي كرة القدم ثم تلميذ بلاتر في السياسة الكروية فيما بعد، على رئاسة الفيفا التي غالباً ما كان يعتبرها قدره.

لم يعمل أي من بلاتر أو بلاتيني في كرة القدم منذ أن أوقفتهما لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا في أكتوبر 2015. وتم حظرهما لاحقًا وفشلا في إلغاء الحظر في طعون منفصلة أمام محكمة التحكيم الرياضي في عام 2016.

وقال نيلين: "لم يكن للإجراءات الجنائية عواقب قانونية فحسب، بل كانت لها عواقب شخصية ومهنية هائلة على ميشيل بلاتيني أيضًا، على الرغم من عدم تقديم أي دليل إدانة"، مقترحًا اتخاذ المزيد من الإجراءات القانونية "ضد المسؤولين عن الإجراءات الجنائية".

انتهت صلاحية إيقاف بلاتيني في عام 2019 وحُكم على بلاتر بإيقاف لاحق من قبل الفيفا في عام 2021 قبل أشهر من انتهاء مدة إيقافه الأول.

تم إبعاد بلاتر عن كرة القدم حتى أواخر عام 2028 - عندما سيبلغ من العمر 92 عامًا - بسبب ملاحقة قضائية أخلاقية تتعلق بمزاعم التعامل الذاتي في مكافآت إدارية من ثمانية أرقام دُفعت له مقابل نجاحه في تنظيم كأس العالم للرجال في عامي 2010 و2014.

'اتفاق جنتلمان'

صدر الحكم يوم الثلاثاء في محكمة إقليمية هادئة حيث عقدت محاكمة استمرت أربعة أيام قبل ثلاثة أسابيع.

وقد ادعى بلاتر وبلاتيني أمام خمس هيئات قضائية مختلفة - مرتين في الفيفا، ثم محكمة التحكيم الرياضية، والآن محكمتين جنائيتين فيدراليتين سويسريتين - أن بينهما "اتفاق جنتلمان" شفهيًا لتسوية الراتب غير المدفوع وغير المتعاقد عليه.

كان بلاتيني قائدًا ومدربًا سابقًا لمنتخب فرنسا عندما عمل على مساعدة بلاتر في انتخابه لرئاسة الفيفا في باريس عشية كأس العالم 1998 التي نظمها.

وقال الرجلان إن بلاتيني وافق على أن يكون مستشاراً رئاسياً براتب سنوي قدره 300 ألف فرنك سويسري (340 ألف دولار حالياً) حتى عام 2002. ويزعمان أنه كان هناك اتفاق شفهي للحصول فيما بعد على الرصيد المتبقي البالغ مليون فرنك سويسري عن كل عام لم يتمكن الفيفا من دفعه في ذلك الوقت.

بدأ بلاتيني في المطالبة بالمال في وقت مبكر من عام 2010، مستشهداً بدفعات من سبعة أرقام دُفعت لكبار مساعدي بلاتر الذين تركوا الفيفا مما أظهر أن هيئة كرة القدم قادرة على الدفع له. وتم الدفع أخيرًا في فبراير 2011.

لم تظهر تفاصيل عملية الدفع إلا في الأزمة التي عصفت بالفيفا في مايو 2015 عندما كشف محققون فيدراليون أمريكيون عن تحقيق شامل مع مسؤولين دوليين في كرة القدم. وقد قامت السلطات السويسرية باعتقالات في الصباح الباكر في فنادق في زيورخ قبل أن تصادر سجلات مالية وتجارية للفيفا.

في عام 2015، كان المدعون الفيدراليون السويسريون يتعاملون بالفعل مع شكوى جنائية مقدمة من الفيفا. كان ذلك حول الاشتباه في ارتكاب مخالفات مالية مرتبطة بالتصويت في ديسمبر 2010 الذي اختار روسيا وقطر كمستضيفين مستقبليين لكأس العالم.