البحرين تعتقل ناشطًا بسبب منشوراته في اليوم الأخير من اختبارات ما قبل موسم الفورمولا 1

اعتقلت السلطات البحرينية ناشطًا حقوقيًا وسجينًا سياسيًا سابقًا بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لمعهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد).

اعتُقل علي الحاجي في 28 فبراير، وهو اليوم الأخير من اختبارات ما قبل الموسم التي تقام يوم الأحد 13 أبريل لسباق جائزة البحرين الكبرى.

وفي الفترة التي سبقت اعتقاله، بينما كانت تجري اختبارات ما قبل الموسم، تلقى سلسلة من المكالمات الهاتفية التي تطلب منه الحضور إلى إدارة التحقيقات الجنائية التابعة لوزارة الداخلية للتحقيق معه، وذلك وفقاً لسجل المكالمات الهاتفية والرسائل التي تم الاطلاع عليها. وأعقب هذه المكالمات استدعاء مكتوب من الشرطة.

وبمجرد احتجازه، تم استجواب حاجي لعدة ساعات "حول منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي على موقع إكس التي تفضح الانتهاكات ضد السجناء السياسيين وتدعو لحقوق الإنسان في البحرين"، بحسب بيرد. ومنذ ذلك الحين، تم تعليق حسابه على X بناء على طلب عائلته.

وفي 1 مارس، أي في اليوم التالي لاعتقاله، أمرت النيابة العامة البحرينية باحتجازه على ذمة التحقيق بتهمة "إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي". لم يكن محامي حاجي حاضرًا. وهو محتجز حالياً في سجن الحوض الجاف.

وقد ترك الناشط رسالة فيديو (https://youtube.com/shorts/CCwrfZI_ikI?si=9DDYrKe5oMVE-1sb)، والتي تم مشاركتها ليتم تشغيلها في حال اعتقاله. يقول فيها: "استمرار التضييق على المدافعين عن حقوق الإنسان لن يثنينا عن المطالبة بالعدالة وحقوق الضحايا".

أمضى حاجي أكثر من 10 سنوات في سجون البحرين، بين عامي 2013 و2023، ويواجه احتمال السجن مرة أخرى بموجب قوانين المملكة الصارمة لحرية التعبير.

وهو من كبار مشجعي سباقات الفورمولا 1، واشتهر بكتابة عدة رسائل إلى سائق الفورمولا 1 البريطاني لويس هاميلتون أثناء سجنه في سجن جو.

وقال سيد الوداعي، مدير المناصرة في منظمة بيرد، إن حاجي "كان صوته عالياً جداً منذ إطلاق سراحه من السجن في يونيو 2023".

وأضاف: "احتجازه الحالي هو نتيجة مباشرة لنشاطه - فالسلطات تستهدفه أثناء اختبار الفورمولا1 لمنع أي كشف لانتهاكات حقوق الإنسان. والرسالة واضحة: لقد أصبح عبرة لمن يعتبر، وكل من يتجرأ على فضح انتهاكات حقوق الإنسان سيواجه عقاباً شديداً".

وقالت زينب الخميس، زوجة حاجي: "علي معتقل لمجرد دفاعه عن حقوق الإنسان ويتم استجوابه من قبل وزارة الداخلية والنيابة العامة دون حضور محاميه - في انتهاك صارخ للقانون البحريني".

وأضافت: "يحز في نفسي أن أعلم أنه محتجز في ظروف قاسية في سجن الحوض الجاف، ولم يُمنح سوى بطانية متسخة".

كما طالبت ماري لولر، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان، بالإفراج عن حاجي.

وقال متحدث باسم فورمولا 1 : "عملت فورمولا 1 جاهدة على مدى عقود من الزمن لتكون قوة إيجابية في كل مكان تتسابق فيه، بما في ذلك الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف: "نحن نأخذ مسؤولياتنا بشأن الحقوق على محمل الجد، ونضع معايير أخلاقية عالية للأطراف الأخرى والأطراف في سلسلة التوريد الخاصة بنا، وهي منصوص عليها في العقود، ونولي اهتمامًا كبيرًا للالتزام بها".

فورمولا 1 في البحرين

بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 2023، قاد حاجي حملة للإفراج عن زميله الناشط الآخر محمد السنكيس، الذي حصل في نهاية المطاف على عفو ملكي في أبريل الماضي مع العديد من السجناء السياسيين الآخرين.

ذاع صيت السنكيس خلال احتجاجات 2011 التي اجتاحت البحرين في أعقاب الربيع العربي، حيث ظهر في فيلم وثائقي لقناة الجزيرة وقميصه الأبيض مغطى بالدماء.

كان حاجي أيضًا جزءًا من الانتفاضة المناهضة للحكومة، والتي احتجت على إجراءات التقشف الاقتصادي والقمع السياسي واستهداف الطائفة الشيعية في البحرين وهيمنة أسرة آل خليفة الحاكمة.

ومنذ ذلك الحين، استمرت السلطات البحرينية في فرض رقابة مشددة على كل ما تعتبره معارضة، وغالباً ما تقوم بموجات من الاعتقالات في الوقت الذي يقام فيه سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في المملكة.

في عام 2023، تم اعتقال أربعة نشطاء بحرينيين وتهديدهم وتوجيه الإساءات اللفظية لهم وإجبارهم على التوقيع على إقرار يقيد حقهم في الاحتجاج في المستقبل بعد أن نظموا مظاهرة بالقرب من حلبة البحرين الدولية خلال سباق الفورمولا 1.

وخلال اختبارات الفورمولا 1 في البحرين العام الماضي، اعتُقل ابن أحد هؤلاء النشطاء بشكل تعسفي بعد مداهمة منزله.

كانت البحرين أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف سباق الجائزة الكبرى. في عام 2021، أخبر بيرني إيكلستون، رئيس رياضة السيارات منذ فترة طويلة، كيف أبرم الصفقة التي جلبت السباق إلى المملكة في عام 2004.

وقد جاءت الفكرة من سلمان بن حمد آل خليفة الذي تلقى تعليمه في جامعة كامبريدج، والذي أصبح ولي عهد البحرين في عام 1999.

تواصل سلمان مع إيكليستون الذي وجد في الأمير الشاب "شخصاً لطيفاً جداً" و"قائداً جيداً جداً".

وقال إيكلستون: "لقد كان وراء ذلك تماماً لأنه أدرك أن ذلك سيكون أفضل شيء يمكن أن يحدث للبلاد". "كان الأمر يتعلق بتوضيح ما هو الأفضل للجميع."