تأجيل إطلاق سراح أبريغو غارسيا وسط جدل الهجرة

طلب محامو كيلمار أبريغو غارسيا من قاضٍ فيدرالي في ولاية تينيسي يوم الجمعة تأجيل إطلاق سراحه من السجن بسبب "التصريحات المتناقضة" من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب حول ما إذا كان سيتم ترحيله عند إطلاق سراحه أم لا.

كانت القاضية الفيدرالية في ناشفيل تستعد لإطلاق سراح أبريغو غارسيا في انتظار محاكمته بتهم تهريب البشر. لكنها كانت تؤجل ذلك بسبب مخاوف من أن يقوم مسؤولو الهجرة الأمريكيون باحتجازه بسرعة ومحاولة ترحيله مرة أخرى.

ويطلب محامو أبريغو غارسيا الآن من القاضية الاستمرار في احتجازه بعد تصريحات مسؤولي إدارة ترامب "لأننا لا نستطيع أن نضع أي ثقة في أي تمثيل في هذه القضية من قبل" وزارة العدل.

وكتب المحامون "لا يخفى على أحد المفارقة في هذا الطلب".

أصبح أبريغو غارسيا، وهو عامل بناء كان يعيش في ولاية ماريلاند، محور جدل حول سياسات ترامب المتشددة في مجال الهجرة عندما تم ترحيله عن طريق الخطأ إلى موطنه الأصلي السلفادور في مارس. وفي مواجهة ضغوط متزايدة وأمر من المحكمة العليا، أعادته إدارة ترامب الجمهورية هذا الشهر ليواجه تهم التهريب التي وصفها محاموه بأنها "منافية للعقل".

وقال المتحدث باسم وزارة العدل تشاد غيلمارتن يوم الخميس إن الوزارة تعتزم محاكمة أبريغو غارسيا بتهم التهريب قبل أن تتحرك لترحيله، مشيرا إلى أن أبريغو غارسيا "متهم بجرائم مروعة، بما في ذلك الاتجار بالأطفال، ولن يسير حرا في بلادنا مرة أخرى".

وقبل ساعات، أخبر محامي وزارة العدل جوناثان غوين قاضيًا فيدراليًا في ولاية ماريلاند أن الحكومة الأمريكية تخطط لترحيل أبريغو غارسيا إلى "دولة ثالثة" غير السلفادور. وقال غوين إنه لا يوجد جدول زمني لخطط الترحيل.

كتب محامو أبريغو غارسيا في مذكرتهم يوم الجمعة أن تصريحات غوين كانت "المرة الأولى التي تصوّر فيها الحكومة لأي شخص أنها لا تنوي ترحيل السيد أبريغو إلى السلفادور بعد المحاكمة بهذه التهم، بل ترحيله إلى بلد ثالث على الفور".

كما استشهدت الدعوى التي تقدم بها محامو أبريغو غارسيا بمنشور على موقع X يوم الخميس للمتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون: "أُعيد أبريغو غارسيا إلى الولايات المتحدة لمحاكمته على التهم الفظيعة الموجهة إليه". وأضافت جاكسون: "سيواجه كامل سلطة النظام القضائي الأمريكي - بما في ذلك قضاء عقوبة بالسجن الأمريكي على الجرائم التي ارتكبها".

وكتب محامو أبريغو غارسيا يوم الجمعة أن إدارة ترامب أعادت أبريغو غارسيا "فقط لإدانته في محكمة الرأي العام".

وكتب محاموه "في عالم عادل، لن يسعى إلى إطالة أمد احتجازه أكثر من ذلك". "ومع ذلك، فإن الحكومة التي أخبرت الشعب الأمريكي على جميع المستويات أنها ستعيد السيد أبريغو إلى الولايات المتحدة لمواجهة "العدالة الأمريكية" يبدو أنها غير مهتمة بتقديم هذه القضية إلى المحاكمة فعليًا".

وقد طلب محامو أبريغو غارسيا من القاضية تأجيل إطلاق سراحه حتى جلسة استماع في 16 يوليو/تموز، والتي ستنظر في طلب النيابة العامة بإلغاء أمر الإفراج عن أبريغو غارسيا أثناء انتظاره للمحاكمة.

وكان أبريغو غارسيا قد دفع ببراءته في 13 يونيو/حزيران من تهم التهريب التي وصفها محاموه بأنها محاولة لتبرير طرده الخاطئ إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور.

عندما قامت إدارة ترامب بترحيل أبريغو غارسيا في مارس/آذار، انتهكت أمر قاضي الهجرة الأمريكي في عام 2019 الذي منع طرده إلى بلده الأصلي. وكان قاضي الهجرة قد وجد أن أبريغو غارسيا يواجه تهديدًا حقيقيًا من العصابات التي أرهبته وعائلته.

تنبع تهم تهريب البشر المعلقة ضد أبريغو غارسيا من إيقافه في عام 2022 بسبب السرعة في ولاية تينيسي، حيث كان أبريغو غارسيا يقود سيارة مع تسعة ركاب دون أمتعة.

وكتبت قاضية الصلح الأمريكية باربرا هولمز في ناشفيل في حكم أصدرته يوم الأحد أن المدعين الفيدراليين فشلوا في إثبات أن أبريغو غارسيا كان يشكل خطرًا على المجتمع.

خلال جلسة استماع في المحكمة يوم الأربعاء، وضعت هولمز شروطًا محددة للإفراج عن أبريغو غارسيا تضمنت إقامته مع شقيقه، وهو مواطن أمريكي، في ولاية ماريلاند. لكنها امتنعت عن إطلاق سراحه بسبب مخاوف من أن المدعين العامين لا يستطيعون منع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية من ترحيله.