وورلد برس عربي logo

تعزيز الوجود العسكري التركي في الصومال

عززت تركيا وجودها العسكري في الصومال بعد هجوم حركة الشباب، حيث نشرت 500 جندي لحماية القاعدة العسكرية وتدريب القوات الصومالية. تعرف على تفاصيل هذا التوتر المتصاعد وتأثيره على الأمن في مقديشو.

جنود صوماليون يرتدون زيهم العسكري، يظهرون في صفوف أثناء تدريبهم، مع العلم الوطني الصومالي على أكتافهم، في سياق تعزيز التعاون الأمني مع تركيا.
Loading...
يقف جندي صومالي في وضع الاستعداد في مركز تدريب الجنرال داغابادان في مقديشو بتاريخ 19 مارس 2024 (أماروي فالت-براون/أ ف ب)
التصنيف:Somalia
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

عززت تركيا وجودها العسكري في الصومال هذا الأسبوع بعد الهجوم الأخير الذي شنته حركة الشباب بالقرب من مقديشو، مما زاد من مخاوف أنقرة بشأن تدهور الوضع الأمني في البلاد، حسبما أفادت عدة مصادر مطلعة.

وكانت حركة الشباب قد حققت مكاسب كبيرة في وسط الصومال، لا سيما الاستيلاء على قرى جنوب العاصمة مقديشو الشهر الماضي.

وتعتبر هذه المناطق ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للقوات الصومالية لأنها بمثابة منطقة عازلة للدفاع عن العاصمة من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك تفجيرات السيارات المفخخة.

وقد نشرت تركيا هذا الأسبوع ما يقرب من 500 جندي في الصومال، أي ما يقرب من ضعف عدد جنودها المعتاد.

هذه القوات مكلفة بحماية وصيانة القاعدة العسكرية التركية "تركسوم"، بالإضافة إلى تشغيل طائرات مسلحة بدون طيار وحماية موانئ مقديشو.

حافظت تركيا على وجود كبير في مقديشو منذ زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الأولى إلى الصومال في عام 2011 في إطار مهمة إنسانية.

ومنذ ذلك الحين، تعمقت العلاقة بين البلدين إلى شراكة تجارية وأمنية شاملة.

تدير الشركات التركية كلاً من مطار مقديشو وميناء مقديشو البحري، بينما تقوم شركات النفط التركية المملوكة للدولة بمهام التنقيب عن الطاقة في البر والبحر، بدعم من القوات البحرية التركية.

كما تعهدت أنقرة رسميًا بحماية المياه الإقليمية الصومالية والمساعدة في استخراج الموارد البحرية، بما في ذلك مصائد الأسماك على طول الساحل الصومالي.

وفي أعقاب التقدم الاستراتيجي الذي أحرزته حركة الشباب في مارس/آذار، زار الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أنقرة والتقى بالرئيس أردوغان في اجتماع مغلق لم يحضره سوى وزير الدفاع الصومالي آنذاك.

ولم يتم الكشف عن فحوى الاجتماع حتى الآن، حيث أثار هذا الاجتماع توقعات بشأن المساعدات التركية المحتملة لهذا البلد.

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى إن أنقرة تخطط لتعميق دعمها لمكافحة الإرهاب في مقديشو مع مرور الوقت، لكنه رفض تقديم تفاصيل.

تقدم حركة الشباب

يعتقد العديد من المطلعين في أنقرة أن المكاسب السريعة التي حققتها حركة الشباب ترجع جزئياً إلى تزايد الخلافات بين الرئيس محمود والمعارضة السياسية الصومالية.

ويشتبه البعض في أن عناصر المعارضة ربما تغض الطرف عن أنشطة الحركة لتقويض الحكومة قبل الانتخابات الرئاسية الحاسمة العام المقبل.

وقال مصدر إقليمي مطلع على العمليات العسكرية التركية في مقديشو إن حوالي 300 من قوات الكوماندوز التركية قد تم نشرها لحماية المنشآت التركية والمساعدة في تدريب القوات الصومالية.

كما تم إرسال 200 عنصر إضافي لتعزيز عمليات الطائرات بدون طيار المسلحة، والتي زادت تدريجياً منذ الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن الطائرات التركية بدون طيار من طراز TB2 Bayraktar كانت تعمل بالفعل، إلا أن أنقرة نقلت مؤخرًا طائرتين بدون طيار من طراز Akinci إلى الصومال.

وتعتبر هذه الطائرات بدون طيار، القادرة على التحليق على ارتفاعات عالية لفترات طويلة، أكثر فعالية ضد حركة الشباب بسبب رؤيتها الليلية المتقدمة وقدراتها التشغيلية على مدار 24 ساعة.

وقال المصدر: "طائرات أكينجي بدون طيار أكثر ملاءمة لاستهداف حركة الشباب التي تعمل بشكل أساسي في الليل لتجنب اكتشافها".

وقال مصدر إقليمي آخر إن تركيا ليس لديها خطط للاشتباك المباشر مع حركة الشباب على الأرض في الوقت الحالي، لأن القيام بذلك يتطلب إذنًا رسميًا من البرلمان التركي.

وأضاف: "القوات التركية موجودة هناك فقط لحماية الأصول التركية وتدريب القوات الصومالية وتقديم المشورة لها. ولن تشتبك مع حركة الشباب إلا في حالة الضرورة القصوى وفي حالة الدفاع عن النفس".

وأشار مسؤول تركي ثانٍ إلى أن المجال الجوي الصومالي يخضع حاليًا لسيطرة الجيش الأمريكي، وبالتالي، فإن جميع العمليات الجوية التركية تتم بالتنسيق مع القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم).

وقال المسؤول: "يطلب الجيش الأمريكي من حين لآخر مساعدتنا في عمليات الاستهداف"، مقللًا من أهمية التقارير التي تتحدث عن توتر بين أنقرة وواشنطن بشأن علاقات كل منهما مع مقديشو.

وعلى الرغم من أن تقارير زعمت أن أنقرة سلمت مروحيات هجومية تركية الصنع من طراز T-129 إلى الصومال، إلا أن مصدرًا صوماليًا قال إن الطيارين الصوماليين لا يزالون يتدربون في تركيا، نافيًا هذه الأنباء.

ومع ذلك، أضاف المصدر أن تدريبهم سيكتمل في الشهرين المقبلين، مما قد يسمح للجيش الصومالي بقيادة المروحيات في وقت لاحق من هذا العام.

وقال المصدر الإقليمي الثاني إن أنقرة تخطط لمواصلة نشر قوات صومالية مدربة في مدينتي إسبارطة وإزمير التركيتين. وقد قامت الطائرات القطرية هذا الأسبوع بإيصال ذخيرة إضافية إلى مقديشو.

وأضاف المصدر: "من المتوقع أن تنشر تركيا المزيد من الطائرات بدون طيار وتقدم الدعم المدفعي إذا لزم الأمر".

أخبار ذات صلة

Loading...
تركيب رادار ELM-2084 الإسرائيلي في مطار بوصاصو بالصومال لتعزيز الدفاع ضد تهديدات الحوثيين، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

كشف: الإمارات تستخدم رادار إسرائيلي في الصومال بموجب اتفاق سري

في خضم التوترات المتصاعدة في المنطقة، تكشف الإمارات العربية المتحدة عن رادار عسكري حديث في بونتلاند الصومالية، مما يثير تساؤلات حول دورها في دعم قوات الدعم السريع في السودان. هل تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن أم تعمق الأزمات؟ تابعوا معنا لتفاصيل مثيرة حول هذه القضية.
Somalia
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمعلومصحةتسلية