ترامب يحقق صفقة تاريخية مع قطر لبوينغ

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه الخاطف على الصفقات الخليجية في قطر يوم الأربعاء، حيث طلب من شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات "أن تخرج تلك الطائرات إلى هناك" بعد أن كشف النقاب عما قال إنها أكبر صفقة للشركة الأمريكية في التاريخ.

وقال ترامب إن قطر وافقت على طلب ما يصل إلى 210 طائرات بوينج 787 دريملاينر و777x أمريكية الصنع في صفقة بقيمة 96 مليار دولار.

"تهانينا لشركة بوينج. فلتنقلوا هذه الطائرات إلى هناك"، هذا ما قاله ترامب في حفل أقيم إلى جانب حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وأضاف: "أريد فقط أن أشكركم".

لقد ألقت عملية الشراء القطرية بطوق نجاة لشركة بوينج. فقد عانت شركة صناعة الطائرات الأمريكية الشهيرة من أزمة تلو الأخرى. ومؤخراً، في عام 2024، فقدت طائرة بوينج باباً خلفياً في منتصف الرحلة. كما تحطمت طائرة بوينج مملوكة لشركة طيران كورية في العام نفسه. وقد أثرت الحوادث والمخاوف بشأن مراقبة الجودة في مصانع بوينج على سعر سهم الشركة.

وارتفعت أسهم بوينج بنسبة 1.5% يوم الأربعاء.

وتمثل زيارة ترامب إلى قطر المحطة الثانية في جولته التي تشمل ثلاث دول في الخليج العربي.

وقد أعلن البيت الأبيض و قال يوم الأربعاء أن ترامب قد حصل على "التزامات اقتصادية" بقيمة 1.2 تريليون دولار من قطر، ولكنه حدد الإعلان قائلاً إن الصفقات بلغت أكثر من 240 مليار دولار، بما في ذلك طلبية بوينج.

ويقول خبراء صناعة الطيران إنه من المرجح أن تتفاوض الخطوط الجوية القطرية على سعر أقل من المدرج في الصفقة لكل طائرة، نظرًا للحجم الهائل للطلبية.

ومع ذلك، ستمثل الزيارة بالنسبة لترامب استمرارًا لما سينظر إليه على أنه جولة ناجحة في الخليج العربي. وكان في استقبال ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قام شخصياً بتوصيل الرئيس الأمريكي في عربة جولف.

كما رحبت الأسرة الحاكمة في قطر بترامب بالأسلوب المبهر الذي يفضله الرئيس الأمريكي، حيث كان جنود الخيالة يركبون بجانب سيارته الليموزين.

وقال ترامب مخاطباً آل ثاني: "نحن نقدر تلك الجمال، لم أرَ جمالاً كهذه منذ وقت طويل".

المزيد من الصفقات

في المملكة العربية السعودية، أعلنت إدارة ترامب عن صفقات بقيمة 600 مليار دولار أمريكي، بما في ذلك مبيعات أسلحة بقيمة 142 مليار دولار أمريكي. وعلى الرغم من أن العديد من الصفقات تم الإعلان عنها في شكل التزامات غير ملزمة، إلا أنه من المرجح أن يتحقق الكثير منها.

وارتفعت أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الأمريكية مثل Nvidia و AMD يوم الأربعاء، وذلك بفضل مزيج من الصفقات التي تم الإعلان عنها مع كيانات تابعة لصندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية وقرار ترامب بالتراجع عن ضوابط التصدير في عهد بايدن التي منعت دول الخليج من شراء رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

وقد مالت الصفقات التي تم الإعلان عنها في قطر أكثر نحو الطيران والدفاع والطاقة. فقد وافق ترامب على بيع نظام الهزيمة المتكامل للطائرات الصغيرة غير المأهولة من ريثيون بقيمة مليار دولار. كما أبرمت شركة جنرال أتوميكس اتفاقًا بقيمة ملياري دولار تقريبًا لشراء قطر طائرات MQ-9B بدون طيار.

وتعد قطر موطناً لأكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. وقد ارتفعت مكانتها كمورد رئيسي للغاز الطبيعي المسال بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. حاولت إدارة بايدن السابقة وضع الطاقة الخضراء في مقدمة مبادراتها الاقتصادية. أما في عهد ترامب، فقد احتضنت الولايات المتحدة استثمارات النفط والغاز التقليدية.

وأشار البيت الأبيض إلى أن الشراكة بين شركة ماكديرموت الأمريكية لبناء الطاقة وقطر للطاقة بلغت قيمتها 8.5 مليار دولار.

وجاء في البيان: "بصفتها المزود الوحيد للمكونات البحرية لتوسعة الغاز الطبيعي المسال الرئيسية في قطر، فإن عمل شركة ماكديرموت يدعم بشكل مباشر آلاف الوظائف في قطاع الطاقة الأمريكي".

في عام 2022، وقّعت الخطوط الجوية القطرية طلبية ضخمة مع بوينج لشراء نسخة شحن جديدة من طائرة الركاب 777x وطلبية مؤقتة لطائرات 737 ماكس.

وقد أثار ترامب الجدل قبل زيارته إلى الخليج بقوله إنه يعتزم قبول طائرة بوينغ 747 من قطر لاستخدامها كطائرة الرئاسة القطرية وأنه سيحتفظ بالطائرة بعد مغادرته البيت الأبيض ويضعها في مكتبته الرئاسية.