كوريا الجنوبية تكشف عن أقوى صواريخها القادرة على استهداف المخابئ تحت الأرض في كوريا الشمالية

كشفت كوريا الجنوبية عن أقوى صواريخها الباليستية وغيرها من الأسلحة التي يمكن أن تستهدف كوريا الشمالية خلال احتفال ضخم بمناسبة يوم القوات المسلحة يوم الثلاثاء، في الوقت الذي حذر فيه رئيس الجنوب من انهيار النظام الشمالي إذا حاول استخدام الأسلحة النووية.

وجاء عرض كوريا الجنوبية لأسلحتها وتحذيرها من كوريا الشمالية بعد أن صعدت غريمتها الشمالية العداوات الإقليمية مؤخراً بالكشف عن منشأة تخصيب اليورانيوم واختبار صواريخ قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال الرئيس يون سوك يول لآلاف الجنود الذين تجمعوا في مطار عسكري بالقرب من سيول: "إذا حاولت كوريا الشمالية استخدام الأسلحة النووية، فإنها ستواجه الرد الحازم والساحق من جيشنا والتحالف (الكوري الجنوبي) الأميركي". "ذلك اليوم سيكون نهاية النظام الكوري الشمالي."

وقال يون "يجب على النظام الكوري الشمالي أن يتخلى عن وهم أن الأسلحة النووية ستحميه".

وخلال الاحتفال، عرض الجيش الكوري الجنوبي حوالي 340 من المعدات العسكرية وأنظمة الأسلحة. وكان من بينها أقوى صاروخ باليستي من طراز هيونمو-5، الذي يقول المراقبون إنه قادر على حمل رأس حربي تقليدي يزن 8 أطنان يمكنه اختراق عمق الأرض وتدمير المخابئ تحت الأرض في كوريا الشمالية.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها كوريا الجنوبية عن هذا الصاروخ.

وقد حلقت الولايات المتحدة بقاذفة قنابل بعيدة المدى من طراز B-1B خلال الاحتفال في استعراض واضح لالتزامها الأمني تجاه حليفتها الآسيوية. كما حلقت كوريا الجنوبية أيضاً ببعض طائراتها المقاتلة الأكثر تقدماً.

وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، استعرضت كوريا الجنوبية قواتها وأسلحتها في شوارع سيول، عاصمة البلاد، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الروح المعنوية للجيش وإظهار قدراته الردعية ضد أي اعتداءات كورية شمالية محتملة.

منذ توليه منصبه في عام 2022، وضع يون، وهو محافظ، تحالفاً عسكرياً أقوى مع الولايات المتحدة وتعاوناً أمنياً ثلاثياً محسناً بين سيول وواشنطن وطوكيو في قلب سياساته الأمنية لمواجهة برنامج كوريا الشمالية النووي المتقدم. في السنوات الأخيرة، أجرت كوريا الشمالية سلسلة استفزازية من التجارب الصاروخية وهددت باستخدام الأسلحة النووية بشكل استباقي في النزاعات المحتملة مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وفي الشهر الماضي، ازدادت المخاوف بشأن برنامج كوريا الشمالية للقنابل النووية بعد أن نشرت صوراً لمنشأة سرية لتخصيب اليورانيوم لأغراض صنع الأسلحة النووية. وكانت هذه أول مرة تكشف فيها كوريا الشمالية عن منشأة لتخصيب اليورانيوم منذ أن عرضت منشأة في مجمع يونغبيون النووي الرئيسي في البلاد على علماء أمريكيين زائرين في عام 2010.

ويقول مسؤولون كوريون جنوبيون إن كوريا الشمالية ستحاول على الأرجح زيادة حدة التوترات من خلال إجراء اختبارات أسلحة رفيعة المستوى قبل الانتخابات الأمريكية لزيادة نفوذها في الدبلوماسية المستقبلية مع الحكومة الأمريكية الجديدة. ويقول الخبراء إن كوريا الشمالية تعتقد على الأرجح أن الترسانة النووية الموسعة ستساعدها على الفوز بتنازلات أمريكية أكبر مثل تخفيف العقوبات على نطاق واسع.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، انتقد نائب وزير الدفاع الكوري الشمالي، كيم كانغ إيل، الولايات المتحدة لنشرها المؤقت لأصول عسكرية قوية في كوريا الجنوبية وتعهد بردود قوية. واستشهد بالزيارة الأخيرة لغواصة أمريكية تعمل بالطاقة النووية وتحليق طائرة B-1B يوم الثلاثاء.

وهدد كيم بتعزيز "الرادع الحربي القوي" لكوريا الشمالية، في إشارة واضحة إلى قدرتها النووية، واتخاذ خطوات غير محددة لإثارة المخاوف الأمنية لأمن البر الرئيسي الأمريكي. ويقول مراقبون إن تعليقاته تشير إلى أن كوريا الشمالية قد تفكر في اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى البر الرئيسي الأمريكي.

ويوم الثلاثاء أيضا، أطلقت كوريا الجنوبية قيادتها الاستراتيجية التي تهدف إلى التعامل مع برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية. ويقول مسؤولون في سيول إن القيادة تدمج قدرات كوريا الجنوبية التقليدية مع الأسلحة النووية الأمريكية. ولا تمتلك كوريا الجنوبية أسلحة نووية.