عفو شامل عن سجناء في ميانمار بمناسبة العام الجديد

منح رئيس الحكومة العسكرية في ميانمار عفوًا لنحو 4,900 سجين بمناسبة العام التقليدي الجديد في البلاد، حسبما أفادت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة يوم الخميس، وقالت هيئة رقابة مستقلة إن من بينهم 22 معتقلًا سياسيًا على الأقل.

وغادرت 19 حافلة على الأقل تحمل على متنها سجناء سجن إنسين في يانغون وكان في استقبالهم خارج البوابة أفراد أسرهم وأصدقائهم المتحمسين الذين كانوا ينتظرون منذ الصباح الباكر.

وقالت شبكة السجناء السياسيين - ميانمار، وهي مجموعة رقابية مستقلة تسجل انتهاكات حقوق الإنسان في سجون ميانمار، في بيان لها إنه وفقاً لإحصائها الأولي، تم الإفراج عن 22 سجيناً سياسياً.

وذكرت قناة MRTV التلفزيونية أن الجنرال مين أونغ هلينغ، رئيس المجلس العسكري الحاكم، أصدر عفوًا عن 4893 سجينًا. وقالت في بيان منفصل إنه سيتم أيضًا الإفراج عن 13 أجنبيًا وترحيلهم من ميانمار.

وتلقى السجناء الآخرون أحكامًا مخففة، باستثناء أولئك الذين أدينوا بتهم خطيرة مثل القتل والاغتصاب، أو أولئك الذين سجنوا بتهم بموجب قوانين أمنية أخرى مختلفة.

وإذا انتهك المعتقلون المفرج عنهم القانون مرة أخرى، فسيتعين عليهم قضاء ما تبقى من عقوباتهم الأصلية بالإضافة إلى أي عقوبة جديدة، وفقًا لشروط الإفراج عنهم. ولا تعتبر حالات العفو الجماعي في الأعياد أمراً غير مألوف في ميانمار.

إذ تخضع ميانمار للحكم العسكري منذ 1 فبراير 2021، عندما أطاح الجيش بالحكومة المنتخبة بزعامة الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي. وقوبلت عملية الاستيلاء على الحكم بمقاومة سلمية واسعة النطاق، والتي تحولت منذ ذلك الحين إلى كفاح مسلح. البلاد الآن في حرب أهلية.

كان هناك حوالي 22,197 معتقلًا سياسيًا، بمن فيهم سو تشي، رهن الاحتجاز حتى يوم الجمعة الماضي، وفقًا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين، وهي منظمة مستقلة تحتفظ بإحصائيات مفصلة للاعتقالات والإصابات المرتبطة بالصراعات السياسية في البلاد.

وكان العديد من المعتقلين السياسيين محتجزين بتهمة التحريض، وهي جريمة شاملة تستخدم على نطاق واسع لاعتقال منتقدي الحكومة أو الجيش ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

وكان من بين المسجونين بتهمة التحريض الذين أُفرج عنهم يوم الخميس المخرج السينمائي الذي يعمل تحت اسم ستيل والمعروف أيضًا باسم دوي مييتار. وقد اعتُقل في مارس 2023 وكان محتجزًا في سجن إنسين.

كانت احتفالات هذا العام بعيد ثينجيان، وهو عطلة العام الجديد، أكثر تحفظًا من المعتاد بسبب فترة الحزن التي عمت البلاد في أعقاب زلزال مدمر وقع في 28 مارس وأودى بحياة حوالي 3725 شخصًا وسوى مبانٍ بالأرض من الشقق السكنية الجديدة إلى المعابد القديمة.

وفي خطاب بمناسبة العام الجديد، قال مين أونغ هلاينغ إن حكومته ستنفذ تدابير إعادة الإعمار وإعادة التأهيل في المناطق المتضررة من الزلزال بأسرع ما يمكن. كما أكد من جديد على خطط إجراء انتخابات عامة بحلول نهاية العام ودعا جماعات المعارضة التي تقاتل الجيش إلى حل النزاعات بالطرق السياسية.

وخلال العطلة، استمر الصراع العنيف بين الجيش والقوى المؤيدة للديمقراطية مع ورود تقارير عن وقوع اشتباكات في الريف، لكن عدد الضحايا لم يتضح.