قالوا لها إن النساء لا ينبغي أن يمارسن الملاكمة. والآن هي أول بطلة عالمية نسائية في غانا.

عندما قررت أبيغيل كوارتيكا كوارتي عندما كانت مراهقة أن تصبح ملاكمة محترفة - وهو خيار غير معتاد بالنسبة لشابة في حي للطبقة العاملة في عاصمة غانا أكرا - توسلت إليها عائلتها أن تتوقف عن التدريب.

الملاكمة هي فخر مدينة جيمستاون، التي تتمحور حول صناعة صيد الأسماك، والمعروفة أيضًا بكونها موطنًا للعديد من نجوم الملاكمة. ولكن مثل معظم الرياضات في غانا، غالبًا ما يُنظر إلى الملاكمة على أنها للرجال فقط، ولا تشجع النساء على المشاركة فيها.

لكن كوارتي أصرت على ذلك.

وفي العام الماضي، في سن السابعة والعشرين، أصبحت أول بطلة ملاكمة غانية وأول امرأة تسافر حول العالم كعضو في المنتخب الوطني للدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

"لم يعجب ذلك عماتي وإخوتي عندما بدأت ممارسة الملاكمة. كانوا يأتون إلى هنا ليتوسلوا إلى مدربي كي لا يسمحوا لي بأن أصبح ملاكمة"، وذلك في صالة بلاك بانثرز الرياضية في حي جيمستاون حيث كانت كوارتي تتدرب منذ سنوات مراهقتها.

ولكن عندما فازت كوارتي في نوفمبر الماضي على الملاكمة البريطانية سانجيتا بيردي في منطقة الملاكمة الرئيسية في جيمستاون، وفازت بلقب الاتحاد الدولي للملاكمة في وزن البانتام في العالم، احتفلت حشود من الأصدقاء والمؤيدين من الحي احتفالاً كبيراً، متناسين على ما يبدو التحيز ضد الملاكمات.

انتصار بعد التحديات

وصفت وسائل الإعلام الغانية فوزها بـ"التاريخ"، لكن كوارتي سارعت إلى الإشارة إلى أنها ليست بأي حال من الأحوال أول ملاكمة في غانا.

وقالت: كانت هناك نساء في الملاكمة قبل أن أخوض غمار الملاكمة. وأضافت أنه لم يُسمح لهن بالسفر خارج البلاد.

يسلط طريق كوارتي الطويل نحو هذا الانتصار المذهل الضوء على التحديات العديدة التي تواجهها الرياضيات في البلدان الأفريقية في مسيرتهن المهنية.

نشأت كوارتي في جيمستاون، وعندما كانت مراهقة، كانت تبيع الأرز مع خالتها لمساعدة أسرتها على تغطية نفقاتها. ولم يدعم حلمها في الملاكمة سوى شقيقها وزميلها الملاكم ومدربها.

في عام 2017، توقفت عن الملاكمة وبدأت في بيع تذاكر اليانصيب لكسب المال. تطلب الأمر الكثير من الإقناع من مدربها لإعادتها إلى الحلبة في عام 2021. لم تستطع تحمل نفقات مدير أعمال، وكانت تخشى ألا تنجح بدونه.

وقالت: "لا تتلقى الملاكمات في غانا الكثير من الدعم، ومن الصعب الاستمرار في التدريب".

"صفقة كبيرة" للجميع

قالت سارة لوتس أساري، مدربة الملاكمة ومسؤولة مشروع بطولة الملاكمة للفتيات، إن لقب كوارتي العالمي يعني الكثير لجميع الملاكمات في غانا.

وقالت: "حتى بالنسبة للملاكمين الذكور، عندما يقاتلون مع ملاكمين غير أفارقة، من الصعب جدًا عليهم الفوز، لأن لديهم الكثير من التسهيلات والمعدات أكثر مما لدينا".

وقال مدربها إبينيزر "المدرب القاتل" أدجيي بينما كان يشاهدها وهي تتدرب خلال حصة تدريبية بعد الظهر في صالة بلاك بانثرز الرياضية "إن لقب كوارتي "أمر كبير بالنسبة لها وللنادي الرياضي والمجتمع وغانا وأفريقيا والعالم بأسره".

تابعوني

ولكن بالنسبة لكوارتي، فإن أكثر ما يهمها هو تأثيرها على الشابات في الحي الذي تقطن فيه.

فهي تريد أن تصبح المزيد من النساء رياضيات محترفات.

وقالت: "أنا حاملة لقب عالمي وهذا يؤكد أن ما يمكن للرجل أن يفعله، يمكن للمرأة أن تفعله أيضًا".

كانت تتدرب إلى جوارها "بيربيتوال أوكايجاه" البالغة من العمر 18 عامًا، والتي قالت إن عائلتها حاولت أيضًا ثنيها عن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، بحجة أنها مخصصة للرجال فقط. لكنها استمرت في الحضور على أي حال.

وقالت: "أتطلع إلى أبيجايل لأنها فتاة قوية للغاية". "إنها تلهمني وترشدني إلى الصواب."