انتخابات بيلاروسيا بين القمع والمنافسة الشكلية
تسمح بيلاروسيا لسبعة سياسيين موالين للوكاشينكو بجمع التوقيعات للترشح ضده، في خطوة لإضفاء طابع تنافسي على الانتخابات. لكن هل ستنجح المعارضة في مواجهة القمع المستمر؟ اكتشف المزيد حول هذا المشهد السياسي المتوتر.

الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا: خلفية تاريخية
سمحت لجنة الانتخابات في بيلاروسيا يوم الاثنين لسبعة سياسيين موالين للرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالبدء في جمع التوقيعات للترشح ضده في انتخابات يناير، في محاولة واضحة لخلق ما يشبه المنافسة للحاكم الاستبدادي الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة.
حكم لوكاشينكو: 30 عاماً من الاستبداد
ويسعى لوكاشينكو، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 30 عامًا، إلى ولاية سابعة بعد حملة قمع لا هوادة فيها على المعارضة ووسائل الإعلام الحرة.
الانتخابات السابقة: احتجاجات ومخاوف من التزوير
ستأتي الانتخابات، المقرر إجراؤها في 26 يناير، بعد 4 سنوات ونصف من الانتخابات الرئاسية لعام 2020 التي رفضتها المعارضة والغرب باعتبارها مزورة وأدت إلى احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد. وقد ردت السلطات البيلاروسية على المظاهرات بحملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضة، مما أدى إلى اعتقال حوالي 65,000 شخص.
السجون السياسية: الوضع الحالي في بيلاروسيا
وسُجنت شخصيات بارزة من المعارضة أو فرت من البلاد خلال حملة القمع. ويقول نشطاء حقوق الإنسان أن بيلاروسيا تحتجز الآن حوالي 1300 سجين سياسي وأن العديد منهم محرومون من الرعاية الطبية الكافية والاتصال بعائلاتهم.
المرشحون والمنافسة الانتخابية
وقد اعتمد لوكاشينكو على الإعانات والدعم السياسي من حليفه الرئيسي، روسيا، للنجاة من الاحتجاجات. وقد سمح لموسكو باستخدام الأراضي البيلاروسية لإرسال قوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022.
المرشحون الرمزيون: من هم؟
في الأسبوع الماضي، سجّلت لجنة الانتخابات المركزية في بيلاروسيا مجموعة مبادرة للوكاشينكو للتحضير للسباق الانتخابي. ويوم الاثنين، سمحت أيضًا لسبعة سياسيين بالبدء في جمع التوقيعات ليتمكنوا من الترشح، بما في ذلك سيرجي سيرنكوف من الحزب الشيوعي، وأوليج جايدوكيفيتش زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، والمتحدثة السابقة باسم وزارة الداخلية أولجا تشيمودنوفا.
وقال لوكاشينكو عن منافسيه الرمزيين الطموحين: "هؤلاء مرشحون بديلون، وأعتقد أنهم يريدون فقط حماية الرئيس الحالي".
متطلبات الترشح: جمع التوقيعات
يتعين على كل من المرشحين جمع ما لا يقل عن 100,000 توقيع حتى 6 ديسمبر لدخول السباق.
تحليل سياسي: عدم وجود منافسة حقيقية
في الأسبوع الماضي، رفضت اللجنة تسجيل مجموعات مبادرة لاثنين من السياسيين المعارضين الطامحين لدخول السباق.
وقال فاليري كارباليفيتش، وهو محلل سياسي مستقل: "هناك مرشحون، ولكن لا توجد منافسة في هذه الانتخابات". وأضاف: "يخشى لوكاشينكو من تكرار احتجاجات عام 2020، فالصدمة لا تزال حاضرة في ذهنه ولذلك سيجري التصويت بشكل تكون فيه النتيجة محددة مسبقًا".
ردود الفعل على الانتخابات المقبلة
وقد نددت سفياتلانا تسيخانوسكايا، التي تعيش في المنفى بعد أن تحدت لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، بتصويت يناير ووصفته بالمهزلة وحثت البيلاروسيين على التصويت ضد جميع المرشحين.
تسيخانوسكايا: دعوة للاحتجاج عبر التصويت
وقالت تسيخانوسكايا، التي يقضي زوجها سيارهي تسيخانوسكي حكمًا بالسجن لمدة 19 عامًا ونصف العام بعد محاولته الترشح ضد لوكاشينكو: "نعرض على الناس التعبير عن احتجاجهم بالتصويت ضد كل من يسلبنا حقنا في التصويت". وأضافت: "هذه ليست انتخابات بل تقليد لعملية انتخابية تُجرى وسط الرعب عندما لا يُسمح بمرشحين بديلين ومراقبين".
مراقبة الانتخابات: غياب الشفافية
شاهد ايضاً: يعمل كيم جونز على تعزيز أزياء ديور الرجالية المليئة بالشخصيات البارزة من خلال إعادة هيكلة ذكورية منظمة
وخلال الانتخابات البرلمانية والمحلية التي جرت في فبراير، والتي لم يُسمح فيها سوى للمرشحين الموالين للوكاشينكو بالتنافس، رفضت بيلاروسيا للمرة الأولى أيضاً دعوة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة التصويت.
نظرة مستقبلية: الانتخابات العالمية في 2024
تتوجه أكثر من 50 دولة إلى صناديق الاقتراع في 2024
أخبار ذات صلة

بعد 400 عام، لا تزال روايات "كونتيسة الدم" الهنغارية محاطة بالغموض والجدل

الأمم المتحدة تطالب دول آسيا والمحيط الهادئ بالاستثمار بشكل أكبر في تعزيز الوقاية من أضرار الكوارث

وزير الخزانة الأسترالي يزور الصين هذا الأسبوع في أحدث مؤشر على تحسن العلاقات الثنائية
