لقاء رئيس كوريا الجنوبية مع زعيم إضراب الأطباء في سبيل إنهاء إضراباتهم

جنوب كوريا، سيول التقى الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بزعيم إضراب الآلاف من الأطباء المقيمين يوم الخميس وقال إن الحكومة مستعدة للمحادثات بشأن دفعتها المثيرة للجدل لزيادة تسجيل الطلاب في كليات الطب بشكل حاد.

كان هذا اللقاء الأول من نوعه منذ أن توقف أكثر من 90% من الأطباء المقيمين البالغ عددهم 13 ألف شخص عن العمل في فبراير، مما أثر على عمليات المستشفيات. ولكن لم ترد أي تقارير فورية عن تحقيق أي تقدم بعد الاجتماع.

خلال خطاب علني طويل عرضه عبر التلفزيون يوم الاثنين، دافع يون عن خطته لتجنيد 2000 طالب جديد في كل عام في الطب، من 3058 الذي هو الحد الحالي. ولكنه قال إن حكومته ما زالت مستعدة للمحادثات إذا قدم الأطباء مقترحا موحدا يعطي أسباب منطقية لمطالبهم بزيادة أصغر بكثير في حصة التسجيل.

يوم الخميس، التقى يون ببارك دان، رئيس لجنة الطوارئ لجمعية المقيمين الداخلية بكوريا، لأكثر من ساعتين، حيث "قال الرئيس إنه سيحترم موقف الأطباء المقيمين في حال جرى إجراء محادثات مع الدائرة الطبية بشأن قضايا إصلاح الرعاية الصحية بما في ذلك زيادة عدد الأطباء"، وفقا لمكتب يون.

لم يذكر مكتب يون ما إذا كانت الحكومة تخطط لإجراء محادثات مباشرة مع الأطباء وما إذا كانت تعليقات يون تعني أنه على استعداد لخفض حجم خطته المقترحة لزيادة تسجيل الطلاب في كليات الطب. وقد طالب الأطباء المضربون في وقت سابق الحكومة بسحب خطة زيادة التسجيل بواقع 2000 طالب.

في رسالة قصيرة نشرها بارك على فيسبوك بعد الاجتماع، كتب "لا مستقبل للخدمة الطبية في جمهورية كوريا" دون أي توضيح. ولم ترد مكالمات متكررة إلى بارك. وقد اتهم ريو أوك هادا، أحد المضربين، بارك في وقت سابق باجتماعه مع يون من دون موافقة زملائه المضربين.

خلال الاجتماع، استمع يون أيضًا إلى آراء بارك حول المشاكل التي تواجه نظام الرعاية الصحية في كوريا الجنوبية، وتبادلا وجهات النظر حول كيفية تحسين ظروف العمل للمتدربين والأطباء المقيمين الطبيين، بحسب بيان مكتب يون.

قال يون إن زيادة التسجيل بواقع 2000 طالب هي الحد الأدنى الضروري، نظرًا لأن كوريا الجنوبية تمتلك إحدى أسرع السكان المتقدمة في العالم، ونسبة الأطباء إلى المرضى فيها هي الأدنى بين الاقتصاديات المتقدمة.

لكن العديد من الأطباء يرون أن الجامعات لا يمكنها التعامل مع زيادة مفاجئة في عدد الطلاب، وأن ذلك سيضعف في نهاية المطاف جودة الخدمات الطبية في البلاد. ولكن النقاد يقولون إن الأطباء، إحدى أفضل المهن المأجورة في كوريا الجنوبية، يشعلون ببساطة القلق من أن تؤدي إمدادات الأطباء المتزايدة إلى تقلص الدخل في المستقبل.

تظهر الاستطلاعات العامة أن أغلبية أهالي كوريا الجنوبية يؤيدون خطة يون. ولكن يقول المراقبون إن الناس العاديين يشعرون بزيادة الاستياء من المواجهة المستمرة بين الحكومة والأطباء، حيث أدت إضرابات الأطباء إلى إلغاء مئات العمليات الجراحية وغيرها من العلاجات الطبية في المستشفيات.

ويواجه يون دعوات من العديد من الأشخاص، بما في ذلك بعض أعضاء حزبه الحاكم، بالتنازل؛ حيث يواجه مرشحو الحزب معركة صعبة ضد منافسيهم الليبراليين قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 10 أبريل.

يواجه الأطباء المضربون إيقافات رخص العمل لأنهم فوتوا على الموعد الذي حددته الحكومة للعودة للعمل بحلول نهاية فبراير. وأشار مسؤولون حكوميون مرارًا إلى أنهم يمكنهم تخفيف الإجراءات العقابية إذا عاد المضربون إلى مستشفياتهم بمحض إرادتهم.

الأطباء المضربون يمثلون جزءًا صغيرًا من إجمالي الأطباء في كوريا الجنوبية - وفقًا للتقديراتيقدر عددهم بما يتراوح بين 115 ألفًا و140 ألفًا. ولكن في بعض المستشفيات الكبرى، يمثلون حوالي 30% إلى 40% من الأطباء، حيث يساعدون الأطباء المؤهلين ورؤساء الأقسام خلال الجراحات والعلاجات الأخرى أثناء التدريب.