هوليوود والشرق الأوسط يتلاقيان في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

افتتح يوم الخميس في المملكة العربية السعودية أحد أسرع المهرجانات السينمائية نموًا في الشرق الأوسط، حيث استقطب صانعي الأفلام والنجوم من جميع أنحاء العالم، لتقديم أكثر من 120 فيلمًا من 81 دولة في منطقة البلد التاريخية في جدة.

يقدم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في عامه الرابع، مجموعة نابضة بالحياة تضم مزيجًا من العروض العالمية الأولى والأفلام العالمية المشهود لها. منذ انطلاقه في عام 2021، استقطب المهرجان مواهب عالمية كبيرة. سيستضيف المهرجان هذا العام الفيلمين الفائزين بجوائز الأوسكار فيولا ديفيس وسبايك لي، إلى جانب نجمي بوليوود أمير خان ورانبير كابور، مما يعزز سمعته المتنامية في دائرة السينما العالمية.

يُفتتح المهرجان بفيلم "حكاية عائلة دايي" - وهو فيلم درامي للمخرج المصري كريم الشناوي الذي يروي رحلة صبي نوبي محفوفة بالمخاطر لاختبار الأداء في برنامج "ذا فويس".

"أنا متحمس أكثر مما أنا قلق، لأن هذا الفيلم لم يكن ليحدث لولا جهود الكثير من الأشخاص، وجميعهم هنا معنا. إنهم يشعرون أن هذا الفيلم هو فيلمهم." قال الشناوي في ليلة الافتتاح.

"آمل أن يكون الفيلم مثالاً على هذا النوع من التعاون بين مصر والسعودية لإنتاج سينما جميلة لها قيمة في المهرجانات وتلقى قبولاً واسعاً من الجمهور. أعتقد أن هذا فيلم سيشاهده الناس ويحبونه."

كما شاركت الممثلة الأمريكية ميشيل رودريغيز، التي حضرت المهرجان أيضًا، أفكارها حول وجودها في المملكة العربية السعودية. "بصرف النظر عن التاريخ العريق، يعجبني الإحساس العميق بالهوية، وأعتقد أنه من النادر جداً أن يكون للناس في بلد ما وجهة نظر متشابهة جداً ومتحدة. وأعتقد أن هذا أمر جميل للغاية".

ستقدم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 16 فيلماً تسلط الضوء على أعمال صانعي الأفلام في المنطقة العربية وآسيا وأفريقيا. سيتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم، بقيادة لي، التي ستمنح جوائز "يسر".

"أنا هنا لمشاهدة وتحكيم 16 فيلماً. هذه ليست إجازة." قال لي على السجادة الحمراء. "الجديد في الأمر هو أنني سأشاهد بعض الأفلام الرائعة لمخرجين شباب ربما... لم أسمع بها من قبل، لكنني سأعرف الكثير منها بعد هذا المهرجان."

من بين الأفلام المشاركة في المسابقة فيلم "درب أحمر" للمخرج لطفي عاشور الذي عُرض في مهرجان لوكارنو السينمائي، وفيلم "عائشة" للمخرج مهدي محمد برصاوي الذي اختير في مهرجان البندقية السينمائي. يتنافس أيضًا فيلم "سوبر بويز أوف ماليجاون" للمخرجة ريما كاجتي وهو فيلم هندي عن حلم صانع أفلام هاوٍ في بلدة ماليجاون الصغيرة.

يتم تمويل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي - الذي أسسته وزارة الثقافة السعودية وتدعمه مؤسسة البحر الأحمر للأفلام - من صندوق الثروة السيادية لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ورعاة من القطاع الخاص. ويهدف إلى لعب دور حيوي في الترويج لصانعي الأفلام الإقليميين وتعزيز الروابط العالمية.

وتأتي هذه الفعالية في الوقت الذي تحاول فيه المملكة العربية السعودية توسيع نفوذها في مجال الأفلام والألعاب والرياضة وغيرها من المجالات. وقد شجب النشطاء هذه الاستثمارات باعتبارها تبييضاً لسجل المملكة في مجال حقوق الإنسان في الوقت الذي لا تزال فيه المملكة واحدة من أكبر الدول التي تنفذ أحكام الإعدام في العالم وتفرض رقابة صارمة على حرية التعبير.