ما هو أكسيد النيتروجين ولماذا يتم حظره؟

جعلت الحكومة حيازة أكسيد النيتروز، أو غاز الضحك، جريمة جنائية في إنجلترا وويلز، كجزء من خطط التصدي للسلوك المعادي للمجتمع.

وقد ارتفع استخدامه خلال الجائحة، وأصبح من أكثر المواد تعاطيًا، خاصة من قبل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا.

أكسيد النيتروز هو غاز عديم اللون يتم استنشاقه ويستخدم عادة كمسكن للألم في الطب وطب الأسنان.

وعند خلطه مع الأكسجين، يُعرف باسم "الغاز والهواء"، والذي يمكن أن يساعد في تخفيف الألم أثناء الولادة.

كما يُستخدم أيضاً في تقديم الطعام، على سبيل المثال، في إنتاج الكريمة المخفوقة.

ويشتري العديد من المستخدمين الترفيهيون الغاز في عبوات معدنية صغيرة، ويطلقونه في بالون ثم يستنشقون محتوياته.

يمكن أن يجعل الغاز الأشخاص يشعرون بالاسترخاء أو الدوار أو الدوخة.

كما يمكن أن يسبب الصداع ويجعل بعض المستخدمين يشعرون بالقلق؛ ويمكن أن يسبب الكثير منه الإغماء.

يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط إلى نقص فيتامين B12 الذي يمكن أن يتلف الأعصاب في النخاع الشوكي، وفقاً لتقرير حكومي.

الأعراض المبكرة الأكثر شيوعًا للتلف العصبي هي الإحساس بالوخز والخدر في اليدين أو القدمين.

وتشمل الأعراض الأخرى التي أبرزها التقرير تيبس العضلات، وضعف الأطراف، ومشاكل المثانة أو الأمعاء، والضعف الجنسي.

في مراجعته لعام 2023، خلص المجلس الاستشاري المعني بإساءة استخدام العقاقير إلى أن الأضرار الإجمالية للغاز غير كافية لتستحق المراقبة.

في الفترة بين عامي 2001 و2020، كانت هناك 56 حالة وفاة في إنجلترا وويلز ذُكر فيها أكسيد النيتروز في شهادة الوفاة.

ومع ذلك، فإن هذا الرقم يشمل الوفيات في الأوساط الطبية، لذلك لم تكن جميعها بسبب سوء الاستخدام.

تحدث الوفيات عادةً بسبب آثار ثانوية لاستخدام الغاز، وغالباً ما تكون بسبب الاختناق عند استخدام الغاز في أماكن ضيقة، على سبيل المثال في السيارة، أو مع وضع كيس بلاستيكي على الرأس.

وقال البروفيسور ديفيد نوت، من كلية إمبريال كوليدج لندن: "تشير الأدلة إلى أن هناك حوالي مليون حالة وفاة سنوياً في المملكة المتحدة من حوالي مليون مستخدم لأكسيد النيتروز".

وأضاف: "\في المقارنة \ تحدث حوالي 28,000 حالة وفاة سنوياً من حوالي 40 مليون متعاطي للكحول".

في أبريل 2024، حكمت كبيرة الأطباء الشرعيين في بيركشاير هايدي كونور أن تعاطي أكسيد النيتروز على نطاق واسع ساهم في وفاة الطالبة إلين ميرسر البالغة من العمر 24 عاماً في فبراير 2023.

وقد توفيت قبل أن تصبح حيازة هذه المادة للاستخدام الشخصي غير قانونية.

كان أكسيد النيتروز خاضعًا للرقابة سابقًا بموجب قانون المؤثرات العقلية لعام 2016 - مما يعني أن إنتاجه أو بيعه أو استيراده كان غير قانوني إذا كان القصد من استخدامه هو التأثير النفسي.

ويواجه بائع التجزئة الذي يثبت أنه باع أكسيد النيتروز بتهور عقوبة السجن لمدة ستة أشهر أو غرامة غير محدودة. كانت هناك 152 إدانة في عام 2017، و107 إدانة في عام 2018 و52 إدانة في عام 2019.

ولكن لم تشمل اللوائح الحيازة الفردية.

ويُعد أكسيد النيتروز الآن مخدرًا من الفئة "ج" بموجب قانون إساءة استخدام المخدرات لعام 1971، مما يجعل حيازته وبيعه لأغراض ترفيهية جريمة جنائية.

وهذا هو نفس تصنيف المنشطات البنائية وبعض المهدئات.

ويواجه من يُضبط بحوزته أكسيد النيتروز للاستخدام غير القانوني عقوبة التحذير أو الخدمة المجتمعية أو غرامة غير محدودة.

يمكن أن يقضي الجناة المتكررون عقوبة السجن لمدة تصل إلى عامين.

وتبلغ العقوبة القصوى لإنتاج أو توريد المخدر لأغراض غير مشروعة 14 عامًا.

في فبراير 2024، أصبح توماس سالتون أول شخص يُسجن بتهمة حيازة أكسيد النيتروز والنية في توريده منذ أن أصبح جريمة. وحُكم عليه بالسجن لمدة أربعة أشهر.

لم يتأثر الاستخدام الطبي، وسيظل بإمكانك شراء أكسيد النيتروز كغاز دافع للكريمة المخفوقة وأغراض صناعية أخرى.

ومع ذلك، سيحتاج المستخدمون الأفراد إلى إثبات حيازتهم للمادة بشكل قانوني، وأنهم لا ينوون استخدامها للتأثيرات النفسية.

وتقول الحكومة إن المنتجين والموردين "المستهترين" الذين لا يتحققون بدقة من الغرض من أي عملية بيع سيخالفون القانون: "إن التغاضي عن ذلك سيكون بمثابة ارتكاب جريمة".

سياسة المخدرات هي ما يسمى "مسألة محجوزة"، لذا فإن الحظر سيمتد إلى اسكتلندا وأيرلندا الشمالية.

ومع ذلك، يتم تفويض الشرطة.

عندما صوت أعضاء البرلمان في وستمنستر على التشريع الجديد في سبتمبر 2023، صوت نواب الحزب الوطني الاسكتلندي ضد الحظر، واصفين تعاطي المخدرات بأنه "مسألة صحة عامة" وليس مسألة جنائية.

وتقول وزارة الداخلية إن الأمر متروك للشرطة الاسكتلندية لتقرر كيفية تطبيق الحظر.

ينبعث أكسيد النيتروز من مصادر طبيعية مثل المحيطات والتربة. ويتم موازنة ذلك تقريبًا بالعمليات الطبيعية التي تزيله من الغلاف الجوي.

ومع ذلك، فإن الأنشطة البشرية - الزراعة بشكل رئيسي ولكن أيضًا عمليات مثل حرق الوقود الأحفوري - قد أخلت بهذا التوازن.

ويساهم أكسيد النيتروز الزائد في الغلاف الجوي في ارتفاع درجات الحرارة العالمية لأنه من غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان. ويضر أكسيد النيتروز أيضًا بطبقة الأوزون التي تساعد على حماية الحياة على الأرض من الإشعاع الضار الصادر من الشمس.

وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت مستويات أكسيد النيتروز على مستوى العالم بمقدار الربع تقريبًا منذ عام 1750، لكن الانبعاثات الناجمة عن الاستخدامات الطبية والصناعية والترفيهية تمثل جزءًا ضئيلًا من ذلك.

ونتيجة لذلك، من المرجح أن يُحدث الحظر المفروض على الاستخدام الترفيهي فرقًا ضئيلًا أو لن يُحدث أي فرق على الإطلاق.